أشتكي لك ياورقتي وأنثر عليك آهاتي
أنثر عليك هموما تثاقلت علي فسودت لي أيامي
أنثر شوكٌ متصل بزهرة أفراحي
يا ورقتي
هل رأيتِ يوما قلوباً بهذه القسوة
قسوةٌ كما قسوة وقوع القلم عليك
أعلم كم تتألمين وأنت تحتملين إختلاط الحبر بين سطورك
ورقتي إنني أتأسف لكل هذا الألم الذي سببته لك
ولكن اعذريني..فقد عجز البشر من أن يتداركوا ألمي
لذا لجأت إليك لأزيح قليلاً عما بقلبي
ورقتي
هل تقبلين بألمي؟ هل تسمحين له التوغل بين طياتك؟
أم ستفعلين كما فعل الآدميون؟
سترفضين وتبقين بيضاء لا تشوبك أي شوائب
وعذرا لك حينما ترفضين
فمن سيحتمل ألم غيره؟
إذ تثاقل البشر احتماله ستأخذينه أنت؟
تثاقلته قلوب سوداء مسودة بأحقادهم وخبثهم
بينما أنت بيضاء كما الثلج..كما بياض الطهارة
بيضاء تناضلين لتبقين هكذا
لا يلوث بياضك الناصع آلام أتت من حيث السواد
سواد تأبين أن يتكابد عليك كما تتكابد الغيوم السوداء بعنان السماء
فلتعلمي يا ورقتي أنك جماد لا إحساس له
لا مشاعر له..وهكذا تتألمين
فما بالك بإنسانة مرهفة الحس
ينبض قلبها بالحياة والحب
فما بالك بهذا القلب الأبيض الذي تسود بسواد الألم
سواد أبيتي أن يدمّر بياضك الباهر
تحمّليني يا ورقتي
فلا يوجد لي غيرك ملجأ